ويحدثنا "ابن...">
0 تصويتات
في تصنيف مشاهير بواسطة (3.7مليون نقاط)

مااصل قبائل وعشائر كندة، سلسلـة افخاذ قبيلة كندة

يسعدنا زيارتكم في موقعنا مدينة الـعـلـم الذي يقدم افضل المعلومات النموذجية والاجابة الصحيحة للسؤال التالي /

مااصل قبائل وعشائر كندة، سلسلـة افخاذ قبيلة كندة. 

قبيلة كندة كانت من أصل قحطاني (أحياناً تدعى كندة الملوك)، وهي قبيلة من قبائل القحطانيه نشأت في مملكة كنده في وادي دوعن في القرن الثالث الميلادي، وكانت تعتبر أحد القبائل السبأية. لعبت هذه القبيلة دوراً مهماً في الحرب السبأية. بعد فوز السبأيين في الحرب استقر قسم من القبيلة في حضرموت، لكن القسم الأكبر منها رجع إلى مأرب. وتنسب القبيلة إلى ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن يشجب ابن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.

لقد اختلفت النسابون في أصل النسب لقبيلة كندة فهل هم عدنانيون أم قحطانيون؟ 

وفي الحقيقة أن الاختلاف حصل عند انهيار سد مأرب فقد اتجهت بعض قبائل كندة وهم السكاسك والسكون إلى حضرموت، واتجه بنو معاوية إلى البحرين واستوطنوا بهـــا، وجـــزء اتجه شمالاً حتى نزلوا مكان دعي فيما بعـــد (غمرذي كندة ) وهي أرض بني جنادة بن معد في نجد .

حيث جاء في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام الجزء الأول (ص 604) عن ممالك كندة:

أن عشائر كنده قبيلة قحطانية في عرف النسابين، تنسب إلى "ثور بن عفير بن عدي ابن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن زيد بن عريب بن زيد ين كهلان بن سبأ"، و "ثور" هو "كنده".

وقد عرفت عند الأخباريين ب "كنده الملوك"، لأن الملك كان لهم على بادية الحجاز من بني عدنان. ولأنهم ملكوا أولادهم على القبائل. وكانوا يتعززون بنسبهم إلى كنده، والى "آكل المرار"، لأنهم كانوا ملوكا.

و"كنده" هي "كدت" القبيلة التي ورد اسمها في نصوص المسند، مثل نص "أبرهة". بل ورد اسمها في النصوص المذكورة قبل هذا العهد بكثير.

اذ ورد في النص:Jamme 635"المدون في أيام الملك "شعر أوتر" ملك سبأ وذي ريدان. وقد كانت قد انضمت إلى حلف معاد للملك المذكور على نحو ما تحدثت عنه. وكان يحكم "كدت" كنده في ذلك الوقت ملك اسمه "ربعت"، أي "ربيعة"، وذكر انه من "ذ ثورم ""ذ الثورم"، أي من "الثور" "آل ثور"، وانه كان ملكا على "كدت" كنده وعلى "قحطن" أي "قحطان".

فنحن على هذ النص أمام مملكة كندية كانت قد تكونت في أيام "شعر أوتر" أي في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، وذلك فيما لو جارينا رأي "جامة" وسرنا مسراه في تقدير أيام "شعر أوتر". وقبل هذا الوقت فيما لو ذهبنا مذهب غيره ممن يرجعون مبدأ تأريخ سبأ الى أقدم من تقديره ومن تقدير "ريكمنس". ونحن أيضا بموجبه أمام ملك من ملوك كنده اسمه "ربعت ذا الثورم" أي "ربيعة" من "الثور"، أي من "آل ثور"، فهو إذن من صميم كنده. وقد رأينا أن أهل الأخبار ينسبون كنده الى "ثور بن عفير"، ويظهر انهم أخذوا "ثور" القديم، وهو اسم عائلة او بيت او عشيرة من كنده، فصيروه الجد الأكبر لكنده. وأعطوه النسب الطويل المذكور.

ويلاحظ ان الملك "ربيعة" كان يحكم إذ ذاك "كنده" كما كان يحكم "قحطان". و"قحطان" في هذا الوقت قبيلة، كانت متحالفة مع "كنده". ومن هذا الاسم أخذ الأخباريون قحطانهم، فصيروه جد العرب القحطانيين. وقد ورد اسم قحطان في نص وسمي بـ "REP. EPIG.,4304 ". هذا نصه: "عبد شمس سبأ بن يشجب، يعرب بن قحطان". وهو نص سبق أن تحدثت عنه، وقلت إنه في نظري مصنوع موضوع، وأعتقد ان صانعه وضعه لغاية واضحة هي اثبات أن ما يذكره أهل الأخبار عن نسب سبأ، هو صحيح، وانه وارد مذكور في المسند، وبين "صنعاء" و "زبيد" مدينة تعرف ب "قحطان".

وكانت كنده "كدت" مستقلة وعلى رأسها ملك، في أيام "الشرح يحضب" كذلك. وكان ملكها إذ ذاك من المناهضين المعادين للملك "الشرح يحضب"، فاشترك كما رأينا في أثناء بحثنا عن "الشرح" في الحلف الكبير الذي تألف ضد مملكة "سبأ وذي ريدان"، والذي امتد من الجنوب نحو الشمال، وشمل البر والبحر. وقد أصيبت "كنده" بهزيمة في القتال الذي نشب بينها وبين جيش "سبأ"، ووقع ملكها واسمه إذ ذاك "ملكم" مع عدد من رؤسائها وكبرائها "مراس واكبرت"، في الأسر. وسيقوا الى "مأرب"، وأبقوا في الأسر حتى وافقوا على وضع أولادهم رهائن عند ملك "سبأ وذي ريدان" وعلى اعطاء عهد بعدم التحرش مرة أخرى بمملكة "سبأ وذي ريدان" وبمساعدة أعدائها. وقد وافق "مالك" على اعطاء عهد بما طلب منه ووضع ابنه رهينة، كما وضع رؤساء وكبراء كنده أولادهم رهائن لديه، فأفرج بذلك عنهم.

وقد فقدت كنده بعد هذا العهد استقلالهما في وقت لا نستطيع تحديده الان، لعدم ورود شيء عنه في النصوص، وصارت خاضعة لحكم دولة "سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، اذ ورد في النصين "Jamme 660" و "Jamme 665" انها كانت تابعة اذ ذاك لحكم هذه الدولة. يخبر النص: "Jamme 660"، ان كنده كانت تحت حكم حاكم من حكام "شمر يهرعش"، سقط اسمه الثاني من النص وبقي اسمه الأول وهو: "وهب اوم" "وهب أوم" "وهب أوام"، وان ذلك الحاكم كان يدير بالاضافة إلى كنده قبائل حضرموت ومذحج و "بهلم" "باهلة" و "حدان" و "رضوم" و "أظلم"، ومعنى ذلك انه كان يدير منطقة واسعة تسكنها قبائل متعددة، في جملتها كنده التي صارت تحت حكم ملوك سبأ.

ويخبرنا النص: "Jamme 665"، إن رجلا من "جدنم" "جدن" كان كبيرا "كبر" على "اعراب ملك سبأ" "أعراب ملك سبأ" وعلى "كنده" "كدت" و "مذحج" وعلى "حررم" "حريرم" "حرر" "حرار" "حرير" وعلى "بهلم" "باهلم" "باهل" "باهلة" وعلى "زيد ايل"، وعلى كل أعراب سبأ "وكل اعرب سبأ" وعلى حمير وحضرموت ويمنت. وقد عينه بدرجة "كبر" أي "كبير"، وهي من أعلى الوظائف في الدولة الملك "ياسر يهنعم" وابنه "ذرأ أمر أيمن". ومعنى هذا إن كنده كانت تابعة أيضا في هذا العهد لحكم سبئيين، وان ذلك الكبير كان يدير منطقة واسعة وضعها الملكان تحت تصرفه.

ويرى "جامة" إن أرض كنده يجب أن تكون في جنوب "قشمم" "قشم" "قشام" "القشم"، وذلك لأن النص: "Jamme 660" يضعها بين "حضرموت" و "مذحج"، فيرى لذلك إن منازلها في ذلك الوقت كانت عند هذه المواضع. والمعروف اليوم إن أول من ذكر اسم "كنده" من المؤلفين الكلاسيكيين على وجه لا يقبل الشك أو الجدل، هو "نونوسوس"، وقد دعاها باسم " Kindynoi" أي "كنده"، وذكر انها وقبيلة "مادينوى"Maddynoi" معد"، هما من أشهر القبائل العربية عددا ومكانة، يحكمها رجل واحد اسمه "Kaisos" أي "قيس".

وعلى أخبار الأخباريين معولنا في تدوين تأريخ كنده. وفي مقدمة هؤلاء ابن الكلبي الأخباري المعروف، وله مؤلف خصصه بتأريخ كنده، سماه: "كتاب ملوك كنده" ومؤلفات اخرى لها علاقة بهذه القبيلة، وابو عبيدة والأصمعي، وعمر بن شبة، وأمثالهم ممن سترد اسماؤهم في ثنايا صحائف هذا الفصل. وهي اخبار تمثل جملة نزعات واتجاهات تصور تحزب اولئك الأخباريين وميولهم الى هذه القبيلة او تلك، فبينها أخبار تميل إلى تأييد اهل اليمن، وبينها اخبار ترجح كفة "كنده"، وبينها اخبار ترجع الفضل إلى كلب، وبينها اخبار تؤيد بني اسد، وطبيعتها على العموم من طبيعة ما يرويه لنا الأخباريون من روايات عن تأريخ العرب قبل الإسلام، فيها العصبية القبلية والتحزب، فيجب إن ننظر اليها اذن بحذر شديد.

وقد ذكر حمزة انه نقل اخبار ملوك كنده من "كتاب أخبار كنده"، وأظنه قصد كتاب ابن الكلبي، الذي أشرت إليه. وفي استطاعة الباحث العثور على الموارد التي تفيدنا في تدوين تأريخ كنده ومعرفة اتجاهاتها وتعيين أسمائها. و "المفضليات" و"الأغاني" و "النقائض" وأمثالها وبقية كتب الأدب، هي خير أمثلة لتطبيق ما أقول.

ويذكر الأخباريون أن مواطن "كنده" الأصلية كانت بجبال اليمن مما يلي حضرموت. وقد أطلق "الهمداني" عليها "بلد كنده من أرض حضرموت". وذكر ياقوت أن كنده مخلاف باليمن، هو باسم قبيلة كنده، وروى رواية لابن الكلبي تفيد أن هذه القبيلة كانت تقيم في دهرها الأول في "غر ذي كنده" أي في مواطن العدنانين، ومن هنا احتج القائلون في كنده ما قالوا من نسبهم في عدنان، وهو يدل على وجود فريق كان يرى أن "مرتع بن معاوية بن ثور" فملك عشرين سنة، ثم ملك ابنه ثور، ثم ابنه معاوية بن ثور، ثم الحارث بن معاوية، وكان ملكه أربعين سنة، ثم ملك وهب بن الحارث عشرين سنة، وملك بعده حجر ين عمرو المعروف ب "آكل المرار" الشهير الذي حالف بين كنده وربيعة بالذنائب وتولى الملك فهؤلاء إذن هم أسلاف "حجر بن عمرو"، حكموا كنده ومعدا على رأي اليعقوبي قبل حجر بسنين.

وفي رواية لابن الكلبي إن "أول من أنشأ الشهور من مضر مالك بن كنانة، وذلك إن مالك بن كنانة نكح إلى معاوية بن ثور الكندي، وهو يومئذ في كنده، وكانت النشأة قبل ذلك في كنده، لأنهم كانوا قبل ذلك ملوك العرب من ربيعة ومضر، وكانت كنده من أرداف المقاول". وتدل هذه الرواية على إن هذه القبيلة كانت على اتصال وثيق بالقبائل المنتسبة إلى معد، وربما كان اتصالها هذا أوثق وأقوى من اتصالها بقبائل قحطان، مع ان النسابين يعدونها من قبائل قحطان. 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (3.7مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

ويحدثنا "ابن الكلبي" انه كان للحارث زوجات ثلاث، هن: أم قطام بنت سلمة بن مالك بن الحارث بن معاوية، وأسماء، ورقية أمة أسماء. وقد زعم ابن الكلبي إن أم قطام وأسماء كانتا شقيقتين، وأما رقية، فكانت أمة لأسماء. وقيل أيضا: "هن أخوات، فجمعهن جميعا". وزوجه بعض الأخبارين بامرأة أخرى هي: "أم أناس" بنت "عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان"، وهي والدة "عمرو بن الحارث" المعروف عندهم ب "ابن أم أناس" "ابن ام اياس". وفي رواية "ابن السكيت" إن "أم قطام بنت سلمى" هي امرأة من "عنزة".

 

وقد دون لنا الرواة أسماء جملة أولاد من أبناء "الحارث"، ذكروا منهم حجر وشرحبيل ومعد يكرب وعبد الله وسلمة، ومحرق ومالك وعمر. وأم "حجر" هي: "أم قطام".

 

ويذكر أهل الأخبار انه كان للحارث ابن، حج ففقده، فاتهم به رجل من بني أسد يقال له حبال بن نصر بن غاضرة. فأخبر بذلك الحارث، فأقبل حتى ورد تهامة أيام الحج، وبنو أسد جميعها. فطلبهم، فهربوا منه. فأمر مناديا فنادى من أوى أسديا فدمه جبار. ثم إن الملك عفا عنهم واعطى كل واحد منهم عصا أمانا له. وبنو اسد يومئذ قليل. فأقبلوا إلى تهامة ومع كل رجل منهم عصا. فلم يزالوا بتهامة حتى هلك الحارث، فأخرجتهم بنو كنانة، وسموا عبيد العصا، بالعصا التي أخذوها.

صعصعة" وبنو وائل: تغلب وبكر، وقيل: بلغ ذلك كليب وائل، فجمع ربيعة، وقدم على مقدمته السفاح التغلبي وأمره أن يعلو "خزازا" فيوقد عليه نارا ليهتدي الجيش بها، وقال له: إن غشيك العدو فأوقد نارين. وبلغ سلمة اجتماع ربيعة ومسيرها فأقبل ومعه قبائل مذحج، و هجمت مذحج على خزاز ليلا، فرفع السفاح نارين، فأقبل كليب في جموع ربيعة اليهم فالتقوا بخزاز، فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزمت جموع اليمن. وفي رواية "أبي زياد الكلابي"، إن الذي أوقد النار على خزاز "خزازا" هو الأحوص بن جعفر بن كلاب، وكان على روايته هذه رئيسا على نزار كلها. ويذكر الكلابي إن أهل العلم من الذين أدركهم ذكروا له انه كان على نزار "الأحوص بن جعفر". ثم ذكرت ربيعة أخيرا من الدهر إن "كليبا" كان على نزار. أما "محمد بن حبيب"، فيروي إن "كليب وائل" هو الذي قاد جموع "ربيعة" و "مضر" و "قضاعة" في يوم خزاز إلى اليمن.

وقال بعض الأخباريين: كان كليب على ربيعة، والأحوص على مض

ويعود سبب هذا الاختلاف في روايات الرواة إلى النزعات القبلية التي كان يحملها الرواة. ف "أبو زياد الكلابي" يتعصب كما نرى ل "بني كلاب "، فبرجع الرئاسة إليهم، لأنه منهم، وهذا مما يأباه رواة ربيعة وينكرونه عليه اذ يرون إن الرئاسة فيهم. وتوسط رواة بين رواة ربيعة ورواة مضر حسما للنزاع على ما يظهر، فقالوا بالرئاستين: رئاسة كليب على ربيعه، ورئاسة الأحوص على مضر وبذلك أصلحوا ذات البين.

 

وقد ذكر "أبو زياد الكلابي" أن يوم "خزاز" أعظم يوم التقت فيه العرب في الجاهلية وانه اول يوم استنصفت فيه نزار من اليمن، وأنها لم تزل منذ هذا اليوم ممتنعة قاهرة لليمن في كل يوم يلتقونه حتى جاء الإسلام.

 

وذكر "الأصمعي" أن يوم خزاز كان للمنذر بن ماء السماء ولبني تغلب وقضاعة على "بني آكل المرار" من كنده وعلى بكر بن وائل، وان المنذر وأصحابه من بني تغلب أسروا في هذا اليوم خمسين رجلا من بني آكل المرار. ويفهم من شعر ل "عمرو بن كلثوم". قيل إنه قاله متذكرا هذا اليوم، أن رهطه وهم من بني تغلب آبوا بالنهاب وبالسبايا وبالملوك مصفدين. ولم يشر الشاعر إلى هوية هؤلاء الملوك المأسورين، ولكن "الأصمعي" يقول: إنه قصد بقوله: "وأبنا بالملوك مصفدينا "بني آكل المرار".

 

فيظهر من الرواية المتقدمة إن يوم خزاز، كان بين سلمة ومن جاء معه من اليمن وبين تغلب ومن انضم اليها من قبائل ربيعة ومضر. و يظهر من رواية الأصمعي إن ذلك اليوم كان بين المنذر بن ماء السماء وتغلب وقضاعة من جهة وبين "بني آكل المرار"، وبكر بن وائل من جهة اخرى وهناك روايات أخرى تذكر إن هذا اليوم، انما كان قد وقع بين ملك من ملوك اليمن وبين قبائل معد، ولا علاقة له بسلمة وببني اكل المرار أو المنذر بن ماء السماء في هذا اليوم، الذي أدى إلى انتصار بنى معد على اولاد قحطان.

 

ويذكر بعض أهل الأخبار أنه: "لولا عمرو بن كلثوم ما عرف يوم خزاز". وأم عمرو بن كلثوم، هي ابنة "كليب بن ربيعة"، المعروف ب "كليب وائل". فذكره في شعره لذلك اليوم ساعد ولا شك في ابقاء اسمه في ذاكرة الناس، حتى دون خبره في الإسلام.

 

وليوم "أوارة" الأول علاقة وصلة ب "سلمة بن الحارث" وب "المنذر ابن ماء السماء" على ما يرويه بعض أهل الاخبار. فهم يذكرون إن تغلب لما أخرجت "سلمة" عنها، التجأ إلى "بكر بن وائل"، فلما صار عند بكر ابن وائل اذعنت له، وحشدت عليه، وقالت: لا يملكنا غيرك. فبعث إليهم المنذر يدعوهم إلى طاعته، فأبوا ذلك، فحلف المنذر ليسيرن اليهم، فان ظفر بهم فليذبحنهم على قلة جبل أوارة. وسار إليهم في جموعه، فالتقوا بأوارة، فاقتتلوا قتالا شديدا، وأجلت الواقعة في هزيمة بكر وأسر "يزيد بن شرحبيل الكندي"، فأمر المنذر بقتله وبقتل عدد كبير من بكر.

 

وأما "شراحيل بن الحارث"، فقد قتله "بنو جعدة بن كعب بن ربيعة ابن صعصعة".

 

ويحدثنا "يعقوب بن السكيت" انه كان لحجر والد امرئ القيس جملة أولاد أكبرهم "نافع" وأصغرهم "امرؤ القيس "، وبين الأكبر والأصغر جملة أولاد، غير انه لم يذكر أسماءهم. وقد ورد اسم "نافع" في بيت شعر لامرئ القيس.

 

وذكر "ياقوت" ولدا ل "سلمة بن الحارث" سماه "قيسا" قال: انه أغار على "ذي القرنين المنذر بن النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي" فهزمه، حتى أدخله الخورنق ومعه ابناه قابوس وعمرو. فمكث ذو القرنين حولا.، ثم أغار عليهم ب "ذات الشقوق"، فأصاب منهم اثني عشر شابا من بني حجر ابن عمرو وكانوا يتصيدون، وأفلت منهم امرؤ القيس على فرس شقراء، فطلبه القوم فلم يقدروا عليه. وقدم المنذر الحيرة بالفتية فحبسهم بالقصر الأبيض شهرين ثم أمر بضرب أعناقهم فضربت عند "الجفر"، فعرف منذ ذلك الحين ب "جفر الأملاك"، وهو موضع "دير بني مرينا". وقد أشير إلى مقتلهم في شعر لامرئ القيس.

 

كنده تلحق بحضرموت

وقد ذكر الرواة إن ملك كنده لما انخرق، وهلك من هلك منهم، قام "عمرو أقحل بن ابي كرب بن قيس بن سلمة بن الحارث، الملك، فقال: يا معشر كنده، إنكم قد اصبحتم بغير دار مقام. وقد ذهب أشرافكم وانخرق ملككم، ولا امن العرب عليكم، فالحقوا بحضرموت "

بواسطة (3.7مليون نقاط)
ويستفاد من هذه القصيدة إن الممدوح، وهو عمرو، كان كريما سخيا يهب المئات من الإبل الهجان الطيبة الأعراق، وانه كان صاحب جيش قوي. وينطبق هذا الوصف على "عمرو بن حجر". أكثر من انطباقه على "عمرو بن الحارث" جد "امرئ القيس"، وذلك على رواية من زعم أنه كان للحارث جد الشاعر المذكور ولد اسمه "عمرو" من زوجة له دعوها "أم اناس" ابنة "عوف ابن محلم الشيباني". إذ لم يكن وضع أولاد الحارث وضعا حسنا بعد النكبة التي نزلت بمصيبة والدهم وبتعقب المنذر بن ماء السماء لهم، وبثورة القبائل عليهم. فليس من المعقول أن يهب "عمرو" تلك الهبات وأن يجمع له جيش لجب. خاصة وأن الرواة لم يذكروا اسمه في جملة أسماء ابناء الحارث الذين ملكهم على القبائل في حياته او الذين ورثوا ملكه بعد مماته.



 



وقد نص "ابن قتيبة" في كتابه: "المعاني الكبير" على إن "عمرو بن أم أناس"، هو "عمرو بن حجر الكندي"، الذي كان جد "عمرو بن هند"، وهند أم "عمرو بن هند" هي ابنته. وذكر أن "أم عمرو بن حجر" هي "أم اناس بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة"، والم نه هو المذكور في شعر الحارث بن حلزة، اذ يقول: وولدنا عمرو بن ام أناس من قريب لما أتانا الحباء. وقد اختلف اهل الأخبار كما رأينا في السبب الذي حمل الناس على تلقيب "حجر" ب "آكل المرار". فذهبوا في ذلك جملة مذاهب ذكروها في أثناء حديثهم عنه.



 



وصار "عمرو بن حجر" المعروف ب "المقصور" ملكا بعد ابيه، ويقولون إنه انما قيل له "المقصور" لأنه قصر على ملك ابيه، او لأن "ربيعة" قصرته عن ملك أبيه، وبذلك سمي المقصور.



 



وكان ل "عمرو" كما يقول الأخباريون اخ اسمه "معاوية"، ويعرف ب "الجون" "الجوف"، كان نصيبه "اليمامة"، ويظهر من هذا الخبر انه اخذ من شقيقه هذه المنطقة وترك الأرضين الباقية لأخيه.



 



ويذكر اهل الأخبار إن "عمرو" و "معاوية" شقيقه هي "شعية بن أبي معاصر بن حسان بن عمرو بن تبع". ويظهر من هذا النسب انها كانت من أسرة يمانية رفيعة ومن البيوتات التي كانت تحكم بعض المقاطعات.



 



وورد في رواية إن "عمرا" غزا الشام ومعه ربيعة، فلقيه الحارث بن أبي شمر الغساني فقتله. ولم يضف "اليعقوبي" صاحب الرواية المذكورة إلى هذه الرواية شيئا عن حياة "عمرو" المقصور. أما "حمزة"، فلم يشر إليه بشيء.



 



وفي رواية إن ربيعة حينما قصرت عمرا عن ملك أبيه، استنجد عمرو المقصور "مرثد بن عبد ينكف الحميري" على ربيعة، فأمده بجيش عظيم. فالتقوا ب "القنان"، فشد عامر الجون على عمرو المقصور فقتله. فهذه الرواية تنفي رواية من يقول إن الحارث بن شمر الغساني هو الذي قتله.



 



وإذا صحت الرواية المتقدمة، تكون "ربيعة" قد ثارت على "ابن حجر" لأنها أرادت التخلص من حكم كنده لها. وقد تمكنت من ذلك على الرغم من المساعدة اليمانية التي قدمت له.



 



ويظهر من الروايات الواردة عن عمرو ومن تلقيبه بلقب: "المقصور" ومن الشروح التي ذكرها الرواة في تفسير هذه الكلمة، أن "عمرا" لم يكن قويا صاحب عزم وارادة، وأنه اكتفى بما وقع له من أبيه، فلم يسع في توسيعه وتقويمه، وأن حكمه على ما يظهر لم يكن طويلا، وقد جعله ابن الكلبي في جملة من كان يخدم "حسان بن تبع" تبع حمير، ولم يلقبه بلقب ملك، بل قال: إنه كان سيد كنده في زمانه. وذكر إن "حسان ين تبع" حين سار إلى جديس، خلفه على بعض أموره. فلما قتل "عمرو بن تبع" أخاه "حسان بن تبع"، وملك مكانه اصطنع "عمرو بن حجر"، وكان ذا رأي ونبل، وكان مما اراد عمرو اكرامه به وتصغير بني اخيه حسان إن زوجه ابنة "حسان بن تبع"، فتكلمت في ذلك حمير. وكان عندهم من الأحداث الني ابتلوا بها، لأنه لم يكن يطمع في التزويج الى اهل ذلك البيت احد من العرب. وولدت ابنة "حسان بن تبع" لعمرو بن حجر "الحارث" الذي عينه "تبع بن حسان بن تبع بن ملكيكرب ابن تبع الأقرن"، أي خال "الحارث" على بلاد معد.



 



ويظهر من رواية مرجعها ابن الكلبي إن الأسود بن المنذر ملك الحيرة، كان قد تزوج ابنة ل "عمرو بن حجر"، فولدت له "النعمان بن الأسود" الذي حكم في زمن "قباذ" أربع سنين، ولذلك عرفت ب "ام الملك".



 



وانتقل الملك على رأي أكثر الأخباريين من عمرو إلى ابنه الحارث: وهو المعروف ب "الحارث الحراب" على بعض الروايات. وقد ورد في شعر للشاعر "لبيد" هذا البيت:



 



والحارث الحراب خلى عاقلا دارا أقام بها ولم يتنقل



 



وقد ذهب الأصمعي إلى إن الشاعر المذكور قصد ب "الحارث الحراب" الحارث الذي نتحدث عنه. وذلك لأن "عاقلا" من ديار كنده. وهو جبل كان يسكنه "حجر أبو امرئ القيس". واذا أخذنا بهذه الرواية وجب علينا إن نفترض انه كان قد اقام بموضع عاقل وحكم منه في أغلب الأوقات.



 



وقد نعت "حمزة" الحارث ب "المقصور". وقد رأينا إن جماعة من الأخباريين منحت هذا اللقب ل "عمرو".



 



وقد اختلف الرواة في ام "الحارث"، فذهب بعض منهم إلى انها ابنة "حسان بن تبع"، وذهب بعض منهم إلى انها "ام أناس" او "ام اياس" بنت "عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان"، وامها "أمامة بنت كسر بن كعب ابن زهير بن جشم" من تغلب.



وفي رواية اخرى، إن "ام اناس"، كانت زوجة ل "حجر" وهي ام "الحارث ين حجر" و "هند بنت حجر". ولذلك فهي ليست أما للحارث ابن عمرو المقصور، كما جاء في الرواية المتقدمة. ويظهر إن مرد هذا الاختلاف يعود إلى تشابه الاسمين، والى عدم تمييز الرواة بينهما. ويكون "الحارث بن حجر" المذكور اذن شقيقا لعمرو بن حجر.



 



وقد ذكرعاد ما اغتصب منه.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع مدينة العلم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...