بحث عن نشأة الدولة الرستمية والحياة العلمية في الدولة الرستمية وما امتازت به الرستمية
الحياة العلمية في الدولة الرستمية PDF
اهم ما امتازت به الدولة الرستمية
بحث حول الدولة الرستمية PDF
سقوط الدولة الرستمية pdf
أسباب سقوط الدولة الرستمية
علماء الدولة الرستمية
البحث الأول:نشأة الدولة الرستمية
تكون الإجابة الصحيحة كالتالي /
المطلب الأول : نشأتها وموقعها
تنسب إلى عبدا لرحمان بن رستم الفارسي الإباضي كان تابعا للزعيم الإباضي أبي الخطاب , وتم قتل الإمام أبا الخطاب بع د تعرضه لمعركة سنة 144 للهجري وبلغت هذه الأنباء عبدا لرحمان بن رستم , وبعدها فرّ إلى القيروان ليتحصّن بها فامتنعت عليه واتجه إلى المغرب واقبل إليه أنصاره ن كل مكان وتقوّى جانبه1) ورأى عبد الرحمان بن رستم بعد مبايعته بالإمامة أن يتخذ لنفسه عاصمة يباشر منها مهام الحكم , وكان عليه أن يوفر لهذه العاصمة كل عناصر الأمن والرخاء لذا فقد استعان بأهل العلم والخبرة بالأرض وطاف الجميع إنحاء البلاد يبحثون عن مكان يصلح لبناء العاصمة حتى استحسنوا موضع تاهرت واختير هذا الموقع لبعده عن الخطر العباسي وهي منطقة غنية اقتصاديا فهي تشتهر بمراعيها الواسعة وثرواتها الزراعية المتنوعة ويرجع ذلك لكثرة مصادر المياه وتنوعها في المنطقة وكان لذلك أثره في دعم اقتصاديات الدولة2) وتم تأسيس مدينة تاهرت سنة 144 للهجري وانشأ بها مقر دولته الرستمية(3.
وتقع تاهرت في مكان يتوسط التل والصحراء , قد حقق لها ذلك السيادة على المنطقة السهوبية الشاسعة وما بها من طرق تجارية تمتد غربا إلى المغرب الأقصى وجنوبا إلى قلب إفريقيا عبر الصحراء الكبرى ثم هي تشرف من موقعها على الطريق المار من منطقة التلول إلى أسفل وادي الشلف المؤدي إلى البحر ويحد الدولة الرستمية مملكة الاغالبة شرقا والادارسة غربا وشمالا والصحراء جنوبا وأحيانا يمتد جذورها ويتسع نفوذها فيصل حكمه إلى طرابلس(4
............................................
1- رابح بونار (1923 -1974), المغرب العربي تاريخه وثقافته, ط ,3 دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع, الجزائر ,ص 27
2- محمد عيسى الحريري, الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي حضارتها وعلاقتها الخارجية بالمغرب والأندلس ( 160-296ه),ط 3 , (1408هـ – 1987م) , دار القلم للنشر و التوزيع , الكويت , ص 95-96
3- المرجع نفسه , المغرب العربي تاريخه وثقافته.
4- المرجع نفسه ص 28.
المطلب الثاني: مؤسسها وأئمتها
اجمع المؤرخون على أن عبدالحمان بن رستم من أصل فارسي , كان جده بهرام من موالي عثمان بن عفان1)
ومنهم ن يرفع نسبه إلى ملوك الفرس القدماء ويذكر أن أباه رستم قدم من العراق إلى مكة وبصحبته زوجته وابنه
عبد الرحمان لأداء فريضة الحج فمات , فتزوجت امرأته برجل من أهل القيروان حملها وابنها عبد الرحمان معه عند عودته إلى بلده2) , وتربى عبد الرحمان بن رستم بالقيروان ودرس على يد كبار علمائها , ومال إلى تعاليم الخوارج
ووقع تحت تأثير سلامة بن سعيد الذي يدعو إلى مذهب الاباضية ولما بلغ سن الشباب رحل إلى البصرة مع بعض إخوانه من المغاربة وهم : عاصم السدراتي وابوداود القبلي النغزاوي وإسماعيل بن ضرار الغدامسي وانضم إليهم
أبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعارفي3) وكان ذلك عام 135 للهجري , حيث اخذ الفقه الاباضي وتشبع بمبادئه واجتهد فيه على يد شيخ الاباضية الفقيه ابوعبيدة مسلم بن أبي كريمة , حتى صار احد حملة المذهب الاباضي إلى افريقية4) وكلهم حماسة لإنشاء دولة على مذهبهم الاباضي , وتمت مبايعة أبي الخطاب بالإمامة وتمكن الاباضية من الاستيلاء على طرابلس واتخذوها مقرا لهم واختار أبو الخطاب عبد الرحمان بن رستم رفيقا له بأعلم قاضيا بطرابلس ثم شاركه في معركته ضد رجال ورفجومة الصفرية لتخليص مدينة القيروان,حيث نجح في سنة 141 هـ – 758م من تحريرها من أيدي الصفرية المتطرفين الذين استباحوها , ثم عهد إلى عبد الرحمان بن رستم بولايتها , وبقي عبد الرحمان فيها إلى إن قدم محمد بن الأشعث بالقوات العباسية وخرج إليه أبو الخطاب بجيش كبير , وعسكر بهم عند ارض سرت وإمام هذه الكثرة الهائلة
.............................................
1- ابوعبيدة البكري, المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب من كتاب المسالك والممالك , الجزائر نشر دي سلان
1857 , ص 67
2- عبد العزيز سالم ,تاريخ المغرب في العصر الإسلامي , الإسكندرية مؤسسة شباب الجامة , د.ت,ص452.
3- نهلة شهاب احمد , تاريخ المغرب العربي , عمان 2010 ,ط1 ,ص 204.
4- موسى لقبال , المغرب الإسلامي , الجزائر 1984م ,ط3 ,ص 16
أحجم ابن الأشعث عن لقاء الاباضية فتظاهر بالانسحاب إلى مصر ثم هاجم معسكر ابن الخطاب فجأة في صفر سنة 144 للهجرة الموافق لسنة 761للميلاد , فانهزم الاباضية وقتل ابوالخطاب1) , وكان عبد الرحمان بن رستم يتأهب لنجدة أبي الخطاب, فسمع هو
في طريقه إليه نبأ هزيمة الاباضية ومقتل أبي الخطاب فعاد أدراجه ومضى إلى المغرب
الأوسط حيث لايصل نفوذ العباسيين وحيث يتركزانصار الاباضية وهذا ما مكنه من تأسيس دولة الاباضية 2).
أئمتها : كان أمراء هذه الدولة يسمون الأئمة , والمعتقد الاباضي لا يحصر الإمامة في أسرة واحدة ولكن أعيان تاهرت رأوا أن يحصروها في أسرة عبد الرحمان بن رستم حتي
لايحصل تنافس بين القبائل وكان دستورهم هو العمل بإحكام القرآن والسنة النبوية والسلطة تكون بيد الرئيس الذي يلقب بالإمام وله أعوان يساعدونه على ذلك وأشهر أمرائهم هم :
1- عبد الرحمان بن رستم ( 144-168 هـ) وهو الأمير المؤسس لهذه الدولة ويعود أصله إلى فارس .
2- عبد الوهاب ( 168-188هـ) بويع بعد وفاة أبيه عبد الرحمان, ووقعت فتن في عهده حيث تمكن من إخمادها بدهائه وسياسته .
3- افلح بن عبد الوهاب ( 188-238هـ) بويع بالإمامة وكان صاحب نفوذ قوي وكانت تاهرت في أيامه هادئة مزدهرة 3)
............................................
1- المرجع السابق ,تاريخ المغرب العربي , ص 205
2- المرجع السابق ,تاريخ المغرب في العصر الإسلامي, ص 451-452
3- المرجع السابق , المغرب العربي تاريخه وثقافته ,ص28
4- ابوبكر بن افلح (238-241هـ) بويع هذا الأمير من قبل قبيلة نفوسة إحدى قبائل تاهرت ذات نفوذ سياسي ولم يبايعه غيرها , وكان أديبا فقيها غير مهتم بالناحية السياسية بل ترك أمرها لأخيه أبي اليقظان وصهره محمد بن عرفة
5- ابواليقظان محمد بن افلح (241-281هـ) كان قبل توليته الإمامة قد ذهب إلى الحج في أيام والده فسجنه الواثق الخليفة العباسي مع أخيه المتوكل , بعدها سمح له بتولي الإمارة وبقي أربعين سنة بعدها توفي سنة 281هـ
6- ابوحاتم يوسف (281-294هـ) كان كثير المروءة واسع الإحسان محبوبا لدى العامة وبعد مبايعته اضطربت عليه الأمور وقتل سنة 294هـ
7- اليقظان بن أبي اليقظان (294-296هـ) بويع بعد مقتل أخيه أبي حاتم ولم يتمتع بالملك طويلا وقتل سنة 296 هـ1)
المطلب الثالث : نظام الحكم والإدارة
اتسم نظام الحكم في مطلع الدولة الرستمية بالبساطة الشديدة فاتخذ حاكم الدولة لنفسه
لقب إمام , وأصبح رئيس الدولة مصدرا لجميع السلطات دينية كانت أم سياسية ويظهر ذلك من خلال حوار البيعة الذي دار بين رؤساء الاباضية وشيوخهم وبين عبد الرحمان بن رستم , وقد راعى رؤساء الاباضية وشيوخهم عندما اختاروا عبد الرحمان بن رستم
إماما للدولة كل القواعد التي قننت في المذهب الاباضي حول اختيار رئيس الدولة وطبقوا شروط البيعة تطبيقا يكاد يكون حرفيا واتفق رأي الرؤساء على عبد الرحمان لكونه من حملة العلم ولأنه لا قبيلة له تمنعه إذا تغير عن طريق العدل ويبدو أن فقهاء الاباضية ارادو أن يضعوا شروطا مثالية لاختيار إمام دولتهم والعلم شرط أساسي يجب توفره في الشخص المترشح للإمامة 2)
1- المرجع السابق , المغرب العربي تاريخه وثقافته , ص 29 .
2- المرجع السابق , الدولة الرستمية بالمغرب الإسلامي حضارتها وعلاقتها الخارجية ,ص 224.
وتعني هذه القواعد السابقة تطور واضح في بناء الفكر السياسي للخوارج في بلاد المغرب فقد تطرق إلى مبدأ الانتخاب العام الذي اشتهرت به الخوارج , بعض المؤثرات كتسلل فكرة التعيين او الوصية التي ازدهرت في المشرق الإسلامي لدى الشيعة الى نظام الحكم في الدولة الرستمية فبدأت هذه المؤثرات بسيطة في ذهن الاباضية متمثلة في ان عبد الرحمان بن رستم كان عاملا لأبي الخطاب على القيروان في افريقية وتطورت هذه الفكرة إلى أن أصبحت في الدولة الرستمية فكرة توريث مطلق وذلك يؤكد فكرة التوريث والتعيين على مبدأ الانتخاب العام , ويعني التغلب على الطابع الديني في نظم الحكم الرستمية وتحول الإمامة الرستمية إلى سلطة مركزية أشبه ما تكون بالملكية المطلقة , فعبد الرحمان بن رستم حين أحس بدنو اجله اقتدى بالخليفة عمر بن الخطاب فاختار سبعة من كبار رجال دولته من أهل التقوى والصلاح وكان من بينهم ابنه عبد الوهاب وأوصاهم بالاجتماع والتشاور لاختيار إمام من بينهم . وكان الاحتفاظ بأبناء البيت الرستمي على رأس هذه الدولة سبيلا إلى احتفاظهم بمكانتهم , والملاحظ انه في عصر الأئمة الرستميين الأقوياء حرص هؤلاء على التعيين أو الوصية لأبنائهم , فعبد الرحمان بن رستم عين ولده عبد الوهاب ضمن السبعة المرشحين للإمامة , وعبد الوهاب أوصى صراحة بالإمامة لابنه افلح , أما في عهد الأئمة الضعاف فلم يعد الامر في حاجة إلى الوصية أو التعيين لان الأمر كان بيد القبائل وجماعات العجم والفرس وأخذت الدولة الرستمية منذ قيامها بالأساليب المعروفة لإدارة الدول وان غلب على هذه الأساليب طابع البساطة وأوضاع القبائل التي حكمت الدولة التي والذي غلب على معظمها الطابع البدوي ,فقد وضع عبد الرحمان بن رستم نظاما بسيطا للقضاء والشرطة وجباية الأموال والصدقات , وسار الرستميون على سنن المشارقة في كافة النظم الإدارية الأخرى التي تكفل بضبط الأمور في دولتها فانشأوا جهازا للشرطة يقوم بأعمال الحراسة والمحافظة على الأمن وأقاموا نظاما يتمتع القضاة في ظله بالنزاهة التامة وحظوا بالاحترام الكامل من قبل الأئمة حيث لم يسمح هؤلاء القضاة لأحد بان يتدخل في شؤونهم , وفضلا عن ذلك اتخذ الرستميون الوزراء والكتاب والحراس ونظام السجلات والخاتم كلها نظم ورسوم تأثرت إلى حد كبير بالتقاليد الفارسية في الإدارة والحكم ومن أشهر الوزراء الذين تقلدوا هذا المنصب السمح بن أبي الخطاب ومحمد بن عرفة1)